كرسيُّ آخر الفصول (قصة قصيرة)

جالسة على ذلك الكرسي الذي تآكل طلاؤه ، الاشجار المحيطة بذلك الكرسي استغنت عنها اوراقها ، خيوط

الشمس تهمس بين حين واخر للثلج المتراكم فوق الاغصان، يذوب وينزلق ليبدا رحلة جديده. على الحشائش

يتجمع الثلج مهما كانت همسات الشمس دافئه فلن تؤثر فيه.

تنظر الي ساعتها الفضيه، نظرات اللازمن والزمن اللامتناهي، تسقط الاعداد ونبض الساعه يموت، والعقل

لايفقه معنى الوقت. الغيوم الكثيفه تنذر بما تحمله، والكرسي الخشبي لا يمل ضيوفه، لا يمل المنتظرين، لا يمل

اللاعبين، القافزين عليه ومنه، الاطفال تلك الكائنات التي تخطت بتكوينها سماء الملائكه ، مهما فعلوا فهو

يضحك لتلك الضربات، لتلك الغفوات ، والعاشقون يحفظوا اسمائهم، من اراد شاهداً علي حبه فليأتي هذا

الكرسي الخشبي الذي سقط طلائه ، هذا الكرسي المعزول في تلك الحديقه، كان يسمع الكلمات الذائبه، يلمس

تلك الكلمات التي اتته من اماكن قصيه ، لغات مختلفه تأتي لترقد على الخشب القديم ، استوعب لغات كثيره ،

يتذكر الكرسي الخشبي تلك الفتاه الشقراء ذات العينين الخجولتين ، ووجهها الخالي من اي زينه ، ولو علمت

كما علم الكرسي الخشبي لابقت وجهها خاليا دائما الا من جماله المتجدد مع دورات الدم العاشق ، لوجهها رقه

وعذوبه الزهره الحمراء ، لوجهها نسمات الصيف الهاربه من قمم جبال ثلجيه ، دخلت الحديقه ، الحديقه بلا

اسوار او جدران وقفت امام الكرسي ولم تجلس ، اربع خطوات الى الامام ،اربع خطوات الى الخلف ، لاتبتعد عن

الكرسي الخشبي ، جلست بعد ان ضاعت الخطوات في زمن ينحصر بين شمس وقمر ، تنظر الى الجهات الاربع

تنزل راسها ، ينادي عليها ذلك الصوت الذي انتظرته .تقف .هي تقول وهو يقول ، لغه فارسيه رمشاء ،الحب

يعطي للغه جمالها ، يرسم الخطوط الورديه للالفاظ.

عندما قال لها: يجب ان نهرب. تبدلت لغتها من الفارسيه الى التركيه ، تخالف الهروب من جذورها ، تلاشت

الفارسيه والتركيه تعلو بهذين العاشقين. في ذلك الصيف والليل ذو النجوم اللامعه ، هلال توسط السماء ، جبال

خائفه من ظلام يحيطها كل ليله ، جاءا ، في تلك الساعه جاءا ، استبشر خيرا الكرسي الخشبي ، خطوات بطيئة

آتيه اليه ، يدان متعانقان عناق اللاحدود ، حديث لا ينقطع امام الكرسي يحاول فهمه فلا يعرف اللغه ، يجلسان

عندما تلامس الاجساد الكرسي يمتص المعنى ، يمتص الى ذاكرته ما يقال ، الكرسي الخشبي يفهم لغه الاجساد

، النقاط والاحرف لا اهميه لها فهي التي سوف ترتجيه لكي يدخلها في قاموسه . ملتصقان هذان الجسدان ، يده

ملتفه علي جيدها الغصني ، الرأسان متقاربان يتلامسان. تقف ،خطوات اربع وتعود الى الكرسي ، خطوات

اربع ، لا تبدل الفتيات تلك الخطوات ، اليدان على الصدر اليد اليسري ترتفع الى الوجه ، سؤال الذهن عن

الوقت لايمل ، تعود الى الكرسي الخشبي ويدها اليسري على خدها والساعه الفضيه تحت الكم. خريف ، يأتيان

مسرعان حددا مكان الجلوس ، معتزل هذا الكرسي الخشبي في ذلك المكان القصي ، لا يمر الوقت حتي يعود

الربيع ، يقول احدهما للآخر «احبك» لغه عربيه هي او عبريه ،تقول هذه اللغه «احبك» يفهم الكرسي ما يقال

،كانت فتحه فوق الكاف اوكسره ، او حروف بلا ايّ حركات الجسدان يقولان «احبك.

زهرة الشتاء

مره روعه مشكوووووووووره والله يعطيكي العااافيه